إعلان

من دواعي سرورنا أن تشاركونا بالمقالات (مقالات شخصية أو منقولة مع ذكر المصدر) و الصور و كل ما يخص الراحل مصطفى العقاد رحمه الله moba2020@yahoo.com
  • في ذكرى رحيل مصطفى العقاد .. أن يدفــع النبلاء حياتهـم


    في ذكرى رحيل مصطفى العقاد .. أن يدفــع النبـــــلاء حياتهـــــم


    فلاح كامل العزاوي - جريدة الأتحاد الوطني الكردستاني

    مثل اي مشهد سينمائي تختلط فيه الدماء والدموع بالقضايا المصيرية والمهمة رحل المخرج العالمي مصطفى العقاد وسط ضجيج الارهاب، ورحل معه غليونه الانكليزي الشهير الذي لم يفارق فمه لحظة واحدة.
    العقاد الذي راوده حلم الاخراج من الصغر، رفض ان ينصاع لرغبة العائلة في التخصص بالمحاماة او الطب لانه كان يعتبر ان ترجمة رغباته الشخصية وافكاره وانفعالاته الذاتية تسمح له بان يتدرب على شؤون الحياة واختيار التفاصيل الحياتية وهذا ما حققته له السينما.
    مصطفى العقاد ذلك الفتى الذي بدأ ولعه بالسينما منذ ان كان صغيرا في صالة الامير بحلب على يد احد عارضي الافلام حيث كان يشاهد الفيلم عدة مرات من غرفة العرض مجانا ويتابع بشغف عملية قص المشاهد الاباحية التي كانت تحذف من الافلام، في ظل هذا الجو وقع العقاد في غرام السينما كما وقع في غرام المبدع المخرج الفريد هيتشكوك، ولكن هذا العشق للسينما جعله اضحوكة اطفال منطقته الحلبيين.. فهذا الطفل الصغير والفقير الذي يعمل والده موظفا في الكمارك كان يحلم (بهوليوود).
    فأعتبره اصدقاءه الحلبيين مجنونا.. لكن إصراره على تحقيق حلمه دفعه الى السفر لامريكا، حيث زورده والده عام 1945 بنسخة من القرآن الكريم وبـ(200$) دولار ليدعم حلمه بالتحقيق.
    غادر المخرج مصطفى العقاد الى الولايات المتحدة الامريكية لكنه ظل معتزا بجذوره الحلبية ولم تغير النجاحات الهائلة التي حققها على المستوى الفني من طباع العقاد المتواضعة فبقي ذلك الحالم الذي يسعى لتحقيق الانجاز تلو الاخر.
    وامضى العقاد بضع سنوات عقب تخرجه من جامعة كاليفورنيا دون عمل الى ان استعان به المخرج الكبير (سام باكنباه) الذي كان يحضر في مستهل الستينيات من القرن الماضي لفيلم عن الثورة الجزائرية (كمساعد له في الانتاج) والاخراج ايضا، الا ان الفيلم لم ينفذ لاسباب تتعلق بالانتاج، ومع ذلك احتفظ (باكنباه) باتفاقه مع (العقاد) وعمل مساعدا له في الفيلم الشهير (Ride the High Country).
    وهو الفيلم الذي فتح باب النجاح العالمي للمخرج العربي الشاب مصطفى العقاد الذي وثق علاقته بالمخرج (باكنباه) واضحى له خير ناصح في خطواته المهنية اللاحقة فالمخرج (باكنباه) شجع العقاد على قبوله العمل في محطة (سي بي إس) التلفزيونية رغم الراتب الضئيل مقابل تكريس اسمه كمخرج بدلا من العمل المتقطع ولو كان بأجر اعلى، وقدم العقاد من خلال تلك المحطة الشهيرة عددا من البرامج التلفزيونية التي نالت شهرة واسعة النطاق في الولايات المتحدة الامريكية.
    ورغم ان العقاد قد اختار مدينة لوس انجلوس الامريكية كمقر دائم له الا انه لم ينقطع عن وطنه العربي طيلة سنوات إقامته في امريكا، وبقي على تواصل تام مع ثقافته العربية الاسلامية ومتفاعلا مع الاحداث السياسية والتطورات الاجتماعية والثقافية التي شهدها الوطن العربي عامة وسوريا بشكل خاص لانها وطنه الذي ولد فيه.
    وهذا ما دفعه عام 1976 لتحقيق فيلمه الملحمي الاول (الرسالة ــ قصة الاسلام) الذي يحكي ظهور الاسلام وانتشاره في العالم مستعينا بنجوم عرب وغربيين لهم من الشهرة ما يمكنهم من توصيل ما يريده بهذا العمل الضخم الذي تطلب جهدا جبارا وكبيرا سواء على الصعيدين الفكري او الفني.. ونجح الفيلم وشاهده العالم كله.
    وفي فيلمه الثاني (الملحمي ايضا) والذي تناول فيه شطرا من السيرة الذاتية للمناضل الليبي (عمر المختار) وفترة المقاومة ضد الاستعمار الايطالي وكان فيلمه (اسد الصحراء ــ عمر المختار)، وشدد العقاد فيه على مفهوم الجهاد في العقيدة الاسلامية وسعى لإبرازه كحاجة ملحة في مواجهة الطغيان وليس رغبة طائشة في الغزو والقتل كما يريده اعداء الاسلام في الخارج او ما يرددوه الان من ان اي مقاومة لعربي ضد احتلال اجنبي يسموه (ارهاب).
    بعد العملين الكبيرين هذين لم يضع العقاد توقيعه كمخرج على اي عمل سينمائي اخر بل كان يحضر رحمه الله لعمل كبير اخر لم ير النور وهو فيلم (صلاح الدين الايوبي) ولكن عرفته هوليوود كمنتج ايضا (اضافة الى عمله كمخرج) فهو انتج سلسلة افلام الرعب (هالوين) تلك السلسلة التي وصلت اجزاؤها الى (8) اجزاء كان اخرها عام (2002) وكان العقاد قد بدأ بإنتاج هذه السلسلة منذ عام 1978 ويتحدث فيلم الرعب (هالوين) عن قاتل تسلسلي ينفذ جرائمه في عيد القديسين المعروف في امريكا والثقافة المسيحية الغربية بعيد الهالوين.
    ولقد اختلف الكثير من السينمائيين العرب مع توجهات المخرج مصطفى العقاد الذي كان مؤمنا بان السينما وسيلة ترفيه خطيرة التأثير وان المخرج الناجح من يستغل هذا الترفيه لايصال رسالته بالبساطة نفسها التي يتحلى بها اغلبية الجمهور السينمائي بعيدا عن التعقيد والحذلقات السينمائية التي لا طائل منها.
    ربما كانت اعماله السينمائية قليلة إلا ان قيمته كفنان سينمائي كبير... كبير... كبير. لقد ظل وراء الكواليس سنين طويلة كان من الممكن من خلالها ان يحقق اموالا طائلة إذا تنازل عن بعض قناعاته الفنية والفكرية ولانت عظامه القوية تحت ضغوط السوق الفني سيما انه على المستوى التقني كان يستطيع ان يقدم اعمالا متميزة تستقطب جماهيريته العريضة جدا.
    كان يملك القدرة على منافسة اصحاب الكعوب العالية في السينما الهوليوودية والاوربية فمعظم فرسانها اللامعين كانوا رفاقا له على مقاعد الدراسة في اكبر المعاهد الفنية في امريكا.
    ذلك كان السينمائي السوري الكبير مصطفى العقاد الذي اغتالته العشوائية الارهابية ضمن عدد كبير من الابرياء كان من بينهم ابنته (ريما)، انه لشيء محزن ان يفقد العرب قيمة فنية وانسانية عظيمة.. فهو الرجل الذي ضحى بأمواله وانتج واخرج بأمواله في سبيل تجميل وجه العرب والكشف عن الحقيقة الرائعة للاسلام في إنظار المجتمعات الغربية والامريكية..لكن المأساة انه عاش في عصر تحكمه الجهالة والتخلف وسيف الارهاب الغبي، وتكون المأساة مركبة حين يصبح قدر النبلاء مثله ان يوصم اهلهم وعشيرتهم بعار الارهاب، ثم تكون الطامة الكبرى حين يدفع النبلاء الثمن في جميع الاحوال.. رحم الله ابا طارق (مصطفى العقاد).



    فلاح كامل العزاوي
    جريدة الاتحاد ( الاتحاد الوطني الكردستاني )
    http://www.alitthad.com/paper.php?name=News&file=article&sid=46043

    قراءة للموضوع

0 التعليقات:

إضافة تعليق


ابحث في المدونة

العقاد .. من حلب الى هوليود

قالوا في العقاد

............................................المخرج الراحل يوسف شاهين :. (انه مخرج عظيم قدم لآمته الكثير و يستحث التقدير و الأحترام لما خاضة من تحد لعقليات قديمة و استطاع أن يتجاوزها و يقنعها بأعماله ) ...............................................

..........................................................................................................

........................................................................................................... ..................................................................الفنان دريد لحام : العقاد علم سوري رفرف في كل الكون .. . مصطفى العقاد مختار بالفن وصاحب رسالة رسالة ......................................................................................... ........................................................................................................... .........................................الفنان ايمن زيدان:

‏ رحيل مصطفى العقاد فاجعة كبيرة. الراحل الكبير واحد من القلائل الذين استطاعوا ان ينقلوا التجربة العربية بعمقها التاريخي والاسلامي الى الآخرين. استطاع ان يكون سفيرا حقيقيا للقضايا العربية والاسلامية .

.................................................................................................................................................................................................................... ........................................................زهير العقاد:

أنا اعتبر الراحل مات بجسده فقط لكنه موجود بروحه وأعماله ونشكر كل من واسانا أملي الشخصي أن الاحلام التي لم يستطع تحقيقها, أن يأتي من بعده من يحققها رسالته رسالة قومية, التعريف بتراثنا بمواقفنا للغرب.