إعلان

من دواعي سرورنا أن تشاركونا بالمقالات (مقالات شخصية أو منقولة مع ذكر المصدر) و الصور و كل ما يخص الراحل مصطفى العقاد رحمه الله moba2020@yahoo.com
  • 25 عاماً مع فيلم الرسالة: مصطفى العقاد دعانا إلى السينما العام1978


    25 عاماً مع فيلم الرسالة: مصطفى العقاد دعانا إلى



    السينما العام 1978 أو بزيادة عام



    بقلم: تحسين يقين - صحيفة الأيام الفلسطينية





    يبدو أن الذي أساء برسومه للرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن يدري سوء ما أقدم عليه، ذلك أن هذا الرسول يستحق التكريم من غير المسلمين إن اطلعوا على سيرته وأخلاقه، لقد فطن لذلك قبل حوالي ثلاثة عقود المخرج السوري الراحل ذو الجنسية الأميركية مصطفى العقاد، فنقل للغرب رسالة الإسلام من خلال سيرة الرسول عليه السلام في فيلم الرسالة، كونه كان يرى، وهو الذي قضى أعواما طويلة في الغرب وفي هوليوود، الصور النمطية السلبية عن العرب والمسلمين والإسلام، فرأى ضرورة تغيير الصورة، من خلال الفن السابع، أي من خلال الثقافة والفكر. ولا شك أن منشأ تلك الصور لها علاقة بتراكمات ثقافية غربية، تمتد من الحروب الفرنجية في العصور الوسطى ولم تنته حتى عصر ما بعد الاستعمار الغربي. لا يقلل أحد من الإساءة، ولا ينبغي له، لكن هناك في العقل الغربي الظاهر والباطن ما هو ملتبس تجاهنا، لم يستطع المستشرقون الموضوعيون من توضيحه، ولا بادر الملحقون الثقافيون والإعلاميون العرب والمسلمون في الغرب من السعي الجاد والمنظم لتغيير ما استوطن العقل الغربي، ولربما للأسف كان لفرقتهم وعدم تنسيقهم لجهودهم كسفراء للثقافة والفكر العربي والإسلامي أثر في تعميق الصورة المشوهة أصلا، وأستثني القليل منهم من فتحوا جسورا مع الأكاديميين والكتاب والفنانين هناك في الغرب، والذين نجحوا بشكل محدود لعدم تكامل الجهد.كان على المحتجين العرب والمسلمين أن يتجهوا الى وزارات الخارجية في الدول الإسلامية، وكان عليهم أن يفتحوا ملف السفراء والدبلوماسيين الذين يمثلوننا في الغرب.في الكلمات الآتية نحن أمام ذاكرة طفل كنته قبل 52 عاما حين شاهدت فيلم الرسالة للعقاد، حيث لم أكن أدري أنني سألتقي مصطفى العقاد على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في فندق شبرد العام1991 وأسعد بلغته العربية، وأسمع انتقاده للحكومات العربية التي لم تدعم إنتاجات أخرى مثل الرسالة.حبا بالرسول صلى الله عليه وسلم، ووفاء لطيب الروح مصطفى العقاد الذي قضى شهيدا على يد الجهالة أنشر هذه الكلمات: كان ذلك صباحاً!يوم من أيام 1978 أو بزيادة عام.وكان اليوم احتفالاً لدى أطفال قرية بيت دقو الابتدائية، كنت في الصف الأخير، أي في السادس، أكبر صف في المدرسة، وكنا نحسب أنفسنا كباراً وقتها.أما الاحتفال فهو بمناسبة الذهاب إلى السينما!والسينما كانت سينما الجميل برام الله، في مكان مسرح وسينماتك القصبة الآن.والفيلم الذي سنشاهده هو فيلم الرسالة.وقد راح بعض الأطفال ممن علموا ببعض مشاهده ممن شاهده من الكبار يعرضون علينا ما سمعوه،وأنا لا أود الاستماع، وأفضل ترك ذلك لوقته حتى لا تضيع النشوة والمتعة.وتجمعنا في ملعب القرية.تأخر الباص قليلاً، فجاع الأطفال وأكلوا ما سوف يأخذونه من طعام إلى السينما! لهوت مع الأطفال، كنت شارداً بالفيلم، والسينما، لم أكن قد شاهدتها من قبل.كنت قد شاهدت التلفاز، ولم نكن وقتها نملك تلفازاً. لكن السينما، هذا شيء آخر، شيء يخيف قليلاً.قال طفل ارتاد السينما من قبل: يظهر الناس كما هم كباراً، كل شيء كبير..معقول هناك تلفزيون كبير.. بهذا الشكل!كان ركوب الباص بالنسبة لقرويي قرية بعيدة العام 1978 أو بزيادة عام شيئاً ممتعاً ومدهشاً!كنت قد ركبت الباص من قبل، لكن السينما! هذا شيء عجيب!استمتعنا بركوب الباص، وفي ذهني متعة أخرى.. وقف الباص أمام سينما الجميل، وطُلب منا أن ندخل إلى السينما، وصلنا مبكرين. بعض الأطفال انشغلوا بشراء الكعك والبيض المسلوق! سال لعابي، لكن لعاب فكري سال أكثر. دخلت بشيء من الرهبة، كنت وقتها ابن 11 أو 12 عاماً!كان هناك شاب أحسست بأنه عظيم لضخامته، لم يحلق ذقته، علمت أنه بائع التذاكر. بالطبع نحن لم نشتر التذاكر، المعلم هو الذي فعل.أسرع الأطفال إلى المقاعد الأولى، لم أسرع، بل نظرت إلى القاعة المعتمة كثيرة المقاعد، يا الله، كل هذه مقاعد. ما أعظم السينما إذن.كنت أظن أننا سنتزاحم في السينما، فإذا كل مدرستنا لم تشغل غير جزء صغير. أحسست أننا مدرسة صغيرة جدا.بعد قليل دخل طلاب مدارس وطالبات، معلمون، ومعلمات، اذكر ابتسامة المعلمين للمعلمات، واذكر تعنيف المعلمات والمعلمين للطلبة، والطلب منهم النظام. جلسنا، امتلأت القاعة، وانتشر المعلمون والمعلمات بين المقاعد. بعد وقت مضى ونحن نترقب، تفحصت بنظري المكان، أين السينما؟ فقيل لي هناك!- هذه القماشة سينما؟- نعم !!لم استطع إلا أن أسلّم بما قالوا؛ فهم عرفوها قبلي. هم يعرفون إذن، وهذه لا بدّ هي السينما!لكن أين الزجاج، أين شاشتها الزجاجية، أين الصندوق الكبير؟ أسئلة كثيرة!اختلط الطلبة القرويون وطلبة المدينة، والطلاب والطالبات، وبذل المعلمون جهدهم في ضبط الأطفال.المعلمون يطلبون صمت الطلبة، بعد قليل سيبدأ الفيلم! كنا قد شاهدنا بوستر الفيلم الذي حمل صورة عبد الله غيث الذي أدى دور حمزة بن المطلب.وبدأ الفيلم! بدأت الصور الملونة (تلفزيونات القرية القليلة كانت بالأبيض والأسود) وظهرت الشخصيات كبيرة بل أكبر مما عليه! عجبت لهذه الضخامة!لم يستمع الأطفال، وظلوا يحدثون ازعاجاً، لكن كان هناك دقائق من الصمت، في المشاهد التي تجذب الانتباه.اتذكر أول الفيلم، حيث الرسل الذين أرسلهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى كسرى وهرقل، ومصر.. شاهدت الهرم كبيراً! كنا تعلمنا عنه شيئاً!بدأت مشاهد الفيلم، ومازلت أتذكر تصفيق الطلبة وتصغيرهم للمواقف البطولية كما يوردها، كما في ضرب حمزة لأبي جهل، ورمي بلال الدرة (السوط) ورفضه تعذيب عمار بن ياسر، وبدء معركة بدر حين غلب علي بن أبي طالب بسيفه ذي الشعبتين الفارس الذي قابله..كانت القاعة بالطبع معتمة، وادخلنا الفيلم إلى جو التاريخ والسيرة النبوية.لم نر الرسول والخلفاء الأربعة.. قيل أن ذلك لا يجوز.تأثرنا لمنظر استشهاد حمزة، وتألمنا لمشهد نزع قلبه من قبل هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان.تألمنا لهزيمة المسلمين في أحد، عندما نزل الفرسان عن الجبل. ولم نحقد على خالد بن الوليد، لأننا نعلم أنه سوف ينضم إلى المسلمين فيما بعد ويفتح بلاداً للإسلام!أعجبنا مشهد صلح الحديبيةأحببنا مشهد فتح مكة.وصفقنا لهدم الأصنام!وحزنا جدا لوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.وفرحنا بمشهد الحج والأذان المتكرر..ثم انتهى الفيلم، وبدأت جلبة الأطفال الخارجين الذاهبين إلى باصاتهم. جلست في مقعدي في الباص أتذكر المشاهد، ولم انته من تعجبي من السينما.وعندما وصلت البيت، رحت أروي لأبي وأمي ما شاهدت من عجائب، ويبدو أن والدي رحمه الله كان قد شاهد السينما من قبل. أما أمي فلم تكن قد شاهدت السينما، فتعجبت أكثر وتمنت أن يصحبها والدي الى السينما.لم يقدر لي أن أشاهد السينما مرة أخرى إلا متأخراً جداً..أصبحت السينما في أواخر السبيعنيات والثمانينيات تقدم أفلاماً إباحية، وراح بعض الأطفال يتهربون إلى القدس ورام الله ليشاهدوا العجائب، وكانوا يروون بشكل مضحك ما رآوا.. فأصبحت السينما مكانا غير محترم.. فلم أستطع زيارتها إلا متأخراً جداً؛ كان ذلك العام 1989 أي بعد ذلك بحوالي 10 سنوات أو بزيادة عام. وكان ذلك في مدينة طنطا بمصر. أما الطلبة الفلسطينيون فقد شكوا من الفئران في دور السينما المصرية،أما أنا فعدت بذاكرتي إلى فيلم الرسالة وسينما الجميل والبيض المسلوق وابتسام المعلمين للمعلمات وتصفيق الطلبة وتصفيرهم.



    * حبا برسول السلام محمد صلى الله عليه وسلم ووفاء لروح مصطفى العقاد



    تحسين يقين

    صحيفة الأيام ( الفلسطينية )

    25 شباط 2006

    http://www.al-ayyam.ps/znews/site/template/article.aspx?did=33848&Date=2/25/2006

    قراءة للموضوع

0 التعليقات:

إضافة تعليق


ابحث في المدونة

العقاد .. من حلب الى هوليود

قالوا في العقاد

............................................المخرج الراحل يوسف شاهين :. (انه مخرج عظيم قدم لآمته الكثير و يستحث التقدير و الأحترام لما خاضة من تحد لعقليات قديمة و استطاع أن يتجاوزها و يقنعها بأعماله ) ...............................................

..........................................................................................................

........................................................................................................... ..................................................................الفنان دريد لحام : العقاد علم سوري رفرف في كل الكون .. . مصطفى العقاد مختار بالفن وصاحب رسالة رسالة ......................................................................................... ........................................................................................................... .........................................الفنان ايمن زيدان:

‏ رحيل مصطفى العقاد فاجعة كبيرة. الراحل الكبير واحد من القلائل الذين استطاعوا ان ينقلوا التجربة العربية بعمقها التاريخي والاسلامي الى الآخرين. استطاع ان يكون سفيرا حقيقيا للقضايا العربية والاسلامية .

.................................................................................................................................................................................................................... ........................................................زهير العقاد:

أنا اعتبر الراحل مات بجسده فقط لكنه موجود بروحه وأعماله ونشكر كل من واسانا أملي الشخصي أن الاحلام التي لم يستطع تحقيقها, أن يأتي من بعده من يحققها رسالته رسالة قومية, التعريف بتراثنا بمواقفنا للغرب.