إعلان

من دواعي سرورنا أن تشاركونا بالمقالات (مقالات شخصية أو منقولة مع ذكر المصدر) و الصور و كل ما يخص الراحل مصطفى العقاد رحمه الله moba2020@yahoo.com
  • في ذكراه الرابعة المخرج مصطفى العقاد عاش إشكالياً.. ومات كذلك!




    في ذكراه الرابعة المخرج مصطفى العقاد عاش إشكالياً.. ومات كذلك!


    بشار ابراهيم - سورية الحرة

    في حياته، كما في مماته، أو استشهاده (بتعبير أدقّ)، سيبدو المخرج مصطفى العقاد نموذجاً للحالة الإشكالية التي كانت تثير حول ذاتها الكثير من الجدل، ومن ثم (باغتياله 2005) صارت تثير الكثير من معاني المديح، تماماً، أكثر مما تثيره من حوارات نقدية حول موضوعها الأساس، أي صناعة السينما، أو إخراج الأفلام، وتلك العلاقة الشائكة بين ما هو عربي، من جهة، وما هو عالمي، من جهة أخرى!..المثير في الأمر أن التعامل الإعلامي والنقدي الذي جرى مع فاجعة رحيل العقاد، منذ أن وقعت، وحتى الآن، لم يخرج عن السياقات الإشكالية ذاتها، تلك التي وضعت مخرجاً بحجم مصطفى العقاد في دائرة لا تكاد تخرج عن فيلمين اثنين، حققهما منذ زمن طويل، حتى بدا وكأن العقاد كان يعيش فراغاً في الزمان، امتد طيلة قرابة عقدين ونصف العقد من السنوات، تُوحي وكأنه أمضاها يقتات من فيلميه السالفين، أو يعيش على إيقاع ذاكرتيهما..في الحقيقة التي لا مراء فيها أنه منذ نيف وربع قرن من الزمان لم يقدِّم المخرج مصطفى العقاد فيلماً ثالثاً ينضم إلى ثنائيته (الرسالة 1976، عمر المختار1980)، ومما لا شك فيه أن مرور ربع قرن وأكثر من الزمان، كان يمكن أن يكفي لإطفاء حضور، وتبهيت ذاكرة الكثير من الأسماء، ولكن المخرج مصطفى العقاد بدا عصياً على هذا التغييب، مقاوماًَ بارعاً ضد النسيان، ليس بحضور أفلامه، وتجددها فقط بل بديناميكيته، وحركيته، وتنقلاته بين العديد من العواصم العربية، (قل: البلاطات العربية)، يعرض، من دون أن يبيع نفسه!.. فللمرء أن يتخيل، دون أن يعرف حقيقة، كم عدد الزعماء والقادة العرب الذين طلبوا من العقاد أن ينجز لهم أفلاماً على هواهم، أو عن شخصياتهم، تماماً، في الوقت الذي بقي العقاد حريصاً ووفياً لمشروعه السينمائي، الذي لم يكن له أن يخرج عن "الرسالة"، و"عمر المختار"، إلا بالسقوط المدوي!..عاش المخرج مصطفى العقاد، ومات/ أو قُتل، دون أن يقبل لنفسه أن يكون "غيره" في بلاط أيّ من الأمراء والملوك والقادة والزعماء "الخالدين"!.. على الرغم أنه مرَّ كثيراً على حافة تلك البلاطات.. ولكن، لا هو باع نفسه، ولا هم قبلوا فرادته، وتميزه، واستقلاليته. بل إنه، حتى في المشاريع السينمائية التي باتت قريبة من أطراف أصابعه، لم يكن للعقاد أن يتنازل عن شروطه الانتاجية، تماماً كما حصل وتسبَّب ذلك في توقّف مشروع إنجاز فيلم عن المطران المعروف "هيلاريون كبوجي"، هذا المشروع الذي كان من المزمع أن يتم بإنتاج مصري ضخم.. وعلى هذا النحو، وربما بسببه (نقصد الشروط الإنتاجية الخاصة)، يمكن فهم لماذا لم يستطع المخرج العربي، (العالمي، ربما الوحيد)، وصاحب الفيلمين العربيين (العالميين، ربما الوحيدين)، أن ينال أيّ دعم، أو تمويل، لأي فيلم ثالث، من المفترض أن لا يقل (عالمية) عن فيلميه المنجزين..انتمى العقاد إلى مفهوم الفيلم الهوليودي، وتحديداً الفيلم ذي الإنتاج الضخم (سوبر بروداكشن)، ومتطلباته البالغة الدقّة، من حيث تخصُّصات الكتابة والتمثيل والديكور والتصوير والموسيقى ومختلف العمليات الفنية والتقنية، ما قبل الانتاجية، وما بعدها. هكذا يمكن معرفة لماذا أمضى العقاد ربع قرن من الزمان بانتظار أن يبادر أحد ما، من أصحاب الزعامة أو القيادة والريادة أو من المكتنزين المثرين العرب، لتوفير السبل المادية لتحقيق أيّ من المشروعات السينمائية، التي استشهد العقاد، وهو يتأبطها، جاهزة للتحقيق، ولم يكن ينقصه سوى بضعة الملايين من الدولارات، لنرى فيلماً ملحمياً عن "صلاح الدين"، أو "الاندلس"، أو غير ذلك من المشروعات السينمائية، التي لم يحتفظ العقاد لنفسه بسرّ النية للشروع بها..كان العقاد سراً مكشوفاً، يُفصح عمّا لديه من مشاريع في حواراته المتعددة، وأحاديثه المعلنة.. ولعل ذلك كان بسبب الثقة الزائدة بالنفس.. بل لعله كان يقول للآخرين: هذا مشروعي السينمائي، فمن استطاع منكم أن يحققه، كما أريد، وكما أستطيع، فليفعل!..عاش العقاد حالة إشكالية، ومات على النحو ذاته.. عاش متحدياً، إذ كانت مشروعاته السينمائية المُقترحة على المال العربي، مُعلنة، وخارجة عن المزاج العام في هوليوود، من حيث سعي أفلامه الواضح أيديولوجياً، عربياً وإسلامياً. كما مات صريعاً في واحدة من أكثر جرائم مطلع القرن الحادي والعشرين بشاعة، وعلى أيدي عرب ومتأسلمين (قل إرهابيين)! ولعلنا نتفق مع قول الصحافة بأن العقاد لو لم يمت جرّاء الاصابة التي نالت منه جسدياً، لمات حزناً وغماً ونكداً على مقتل ابنته الشابة "ريما.. من تراه الآن يكذب تلك الأسطورة التي تزعم بأن من يعش مختلفاً، يرحل بطريقة لا تقل اختلافاً! هكذا كان مصطفى العقاد، وهكذا مضى. وليس لنا على باب ذكرى متجددة، رابعة أو خامسة، لرحيله الفاجع إلا أن نقف مُطّلين على شيء من تراثه السينمائي، على الأقل في فيلميه "الرسالة" و"عمر المختار"، منتبهين إلى الاشكالات التي أثارها في هذين الفيلمين، سواء لناحية مفهوم الفيلم التاريخي، والفيلم الديني، ومعاً انتهاءً بصدد مفهوم الفيلم العربي، وهو يتخذ صفة العالمي.فالعقاد الذي اختار أن يدخل عالمنا من بوابة الفيلم الديني في "الرسالة"، والفيلم التاريخي في "عمر المختار"، كان لا بد له أن يصطدم مع الذهنية العربية، المشرقية الدينية المحافظة، في فهمها ومحاذيرها لدى تناول الموضوع الديني والتاريخي، وخطوطها الحمراء. ومن هنا كانت مواقف المنع، أو التجاهل والانكار، الذي لا يقول بالمنع ظاهراً، لكنه ينتمي إلى المنع في باطنه، أي على مستوى الممارسة والجوهر، كعادة ما يجري في دنيا العرب.. هكذا كان حال فيلم "الرسالة" في غير بلد عربي وإسلامي، بما في ذلك بلده سوريا!..ربما، ليس هذا المقام المناسب لمناقشة العقلية العربية، المشرقية، الدينية المحافظة، وموقفها من الفيلم الديني، والتاريخي، على الرغم من أن مصطفى العقاد يمثل نموذجاً مثالياً للتشابك مع هاتين الحالتين، ولكن لا بد من الانتباه والإشارة، ولو العابرة، إلى الشكل الذي اختاره العقاد، في فيلميه اللذين حققهما، كما في مشاريعه المُقترحة، التي بذل سنوات من الاتصال، والاقتراح، للوصول إلى لحظة تنفيذها. ففيلم يقترحه عن "صلاح الدين"، أو "الأندلس"، لم يكن ليخرج عن الإطار، بحال من الأحوال!.. نقصد الإطار الهوليودي للشكل والبنيان الفيلمي السينمائي.والأكثر إثارة في إشكالية العقاد أنه، على الضفة الأخرى من مشاريعه السينمائية، وباعتباره أحد المنتجين العرب، ممن عملوا في السينما الهوليودية، شوطاً طويلاً من الزمن، التزم بالسياق العام لتلك السينما الهوليودية، من حيث انهماكه بإنتاج سلسلة متوالية من أفلام الرعب (هالوين)، سواء التي أخرجها بنفسه، أو منح آخرين فرصة إخراجها!.. ونعتقد أن ليس من الغباء السؤال عن تلك المسافة بين الأفلام التي حققها المنتج مصطفى العقاد، بأمواله الخاصة، حتى لو من أجل المعيشة، أو لقمة الخبز، من جهة، وتلك الأفلام التي حققها، أو التي أراد تحقيقها، بالمال العربي، الحكومي، من جهة أخرى!..بعيداً عن الافتراضات، من الثابت أن المخرج مصطفى العقاد كان مشغولاً دائماً بالحصول على فرصة أخرى، لتحقيق فيلم بإنتاج ضخم، تقوم بتمويله واحدة من الدول العربية، لا فرق إن كانت ليبيا، أو المملكة العربية السعودية، أو المملكة المغربية، أو دولة الإمارات العربية المتحدة، أو مصر.. أو أي من الدول العربية!.. ولم يبدُ أن العقاد فكَّر للحظة أن يقوم بإنتاج تلك الأفلام بطريقته الخاصة..وعلى هذا فإن العقاد، مخرجاً كبيراً ومنتجاً عتيداً، لم يسهم في بناء صناعة سينمائية عربية، على الأقل في بلده الأصلي؛ سوريا.. الأمر الذي جعل من فيلميه حالة متخارجة مع السينما العربية. بمعنى أن فيلميه لا يمكن أن يُنسبا إلى السينما السورية، على الرغم من أنه مخرج سوري، وسوف يتحفّظ الكثيرون على نسبة الفيلمين إلى السينما الليبية، على الرغم من أن ليبيا هي التي قامت بتمويل إنتاجهما.هذا يعني أن أحد وجوه الإشكالية، تتجلّى في أن فيلمي الرسالة وعمر المختار، باتا عند الكثيرين يُنسبان إلى المخرج مصطفى العقاد، نفسه، بعيداً عن جنسيته السورية، من جهة أولى، والتي لا تصلح كفاية لجعل الفيلمين سوريين، وكذلك بمعزل عن جنسية المنتج الممول، أو صاحب المال، الليبي، من جهة ثانية، الذي من المفترض أن يملك كامل الحق في جعل الفيلمين ليبيين!.. وفي الظن، سيبقى الفيلمان معلقين في فضاء خاص، عنوانه مصطفى العقاد ذاته، لا غير.



    بشار إبراهيم - سورية الحرة


    http://www.free-syria.com/loadarticle.php?articleid=31735

    قراءة للموضوع

0 التعليقات:

إضافة تعليق


ابحث في المدونة

العقاد .. من حلب الى هوليود

قالوا في العقاد

............................................المخرج الراحل يوسف شاهين :. (انه مخرج عظيم قدم لآمته الكثير و يستحث التقدير و الأحترام لما خاضة من تحد لعقليات قديمة و استطاع أن يتجاوزها و يقنعها بأعماله ) ...............................................

..........................................................................................................

........................................................................................................... ..................................................................الفنان دريد لحام : العقاد علم سوري رفرف في كل الكون .. . مصطفى العقاد مختار بالفن وصاحب رسالة رسالة ......................................................................................... ........................................................................................................... .........................................الفنان ايمن زيدان:

‏ رحيل مصطفى العقاد فاجعة كبيرة. الراحل الكبير واحد من القلائل الذين استطاعوا ان ينقلوا التجربة العربية بعمقها التاريخي والاسلامي الى الآخرين. استطاع ان يكون سفيرا حقيقيا للقضايا العربية والاسلامية .

.................................................................................................................................................................................................................... ........................................................زهير العقاد:

أنا اعتبر الراحل مات بجسده فقط لكنه موجود بروحه وأعماله ونشكر كل من واسانا أملي الشخصي أن الاحلام التي لم يستطع تحقيقها, أن يأتي من بعده من يحققها رسالته رسالة قومية, التعريف بتراثنا بمواقفنا للغرب.